#htmlcaption1
لمشاهدة العدد السابق

الكوب الفارغ





الكوب الفارغ



اشتهر أحد الاثرياء في مدينته بالكرم والسخاء الشديد فكان يساعد كل المساكين والمحتاجين والفقراء، وكان لديه خير ومال كثير وثروة طائعة، ولكن كانت له عادتان سيتان فقد كان يتفاخر على المساكين والمحتاجين وهم يعطيهم الصدقات، فإذا جاءه أحد الفقراء يطلب منه درهماً كان يقول له بصوت مرتفع امام الناس: هل ترغب في درهم واحد فقط؟ انا لا اعطي درهماً فقط، خذ هذه الدراهم العشرة .. وكان ايضاً هذا الثري إذا مر على فقير محتاج كان قد اعطاه صدقة من قبل يقول له امام الناس بصوت عال: ماذا فعلت ايها الرجل بالمال الذي اعطيته لك من قبل؟ هل حللت به مشاكلك ؟!
ولذلك نفر منه الفقراء وكانوا لا يحبونه على الرغم من انه يتصدق عليهم بسخاء وكرم طوال الوقت، حتى وصلوا أنهم كانوا يتمنون لو يكف عن مساعدتهم حتى لا يتفاخر عليهم بين الناس بهذا الشكل المهين، ولكن الثري لم يعدل عن هذه العادات السيئة، بل استمر يتباها ويتفاخر امام الناس بما يملك وبما يساعد به الفقراء من اموال وخيرات.



وذات يوم قرر أحد الاشخاص أن يلقن هذا الثري المتفاخر درساً لا ينساه ابداً ويعلمه أن ما يفعله سيء للغاية ويعد خطأ كبيرا يضيع اجره وثوابه عن الله سبحانه وتعالي، جلس هذا الشخص في يوم من الايام في الطريق الذي يمر به الغني كعادته، وارتدي ملابس بالية قديمة ممزقة ووضع امامه كوباً صغيراً فارغاً وأخفي جزء منه في التراب، ثم انتظر حتى مر من امامه الغني وقال له: يا اخى العرب هل يمكن ان تضع لي درهماً في هذا الكوب؟ ففعل الغني مثلما يفعل في كل مرة وضحك بصوت مرتفع قائلاً في تفاخر: انا سوف ملأ هذا الكوب بالكامل بدراهم ودنانير كثيرة، ونادا على أحد أتباعه وامره ان يملى هذا الكوب بدراهم وبالفعل بدأ الرجل يضع درهماً تلو الآخر حتى وضع مئة درهم ولكن الكوب لم يمتلئ!
فأمسك الرجل بكيس الدراهم وأفرغه كله في الكوب ولكن دون فائدة ايضاً، فلم يمتلئ الكوب، فقال له الفقير: إن الكوب لم يمتلئ يا سيدي، نظر له الغني قائلاً: ولكن انا اموالي نفذت تماماً وأصبح امراً عباً ثقيلا فأجابه الرجل: هل تعلم لماذا؟ ثم رفع الكوب فوجده مثقوباً من اسفله و قد حفر تحته حفره عميقه .. ثم قال له الرجل: لقد ابتلعت هذه الحفرة كل اموالك، وكذلك هو التفاخر والتباهي بكرمك وسخاءك وعطائك للفقراء والمحتاجين فإنه يبتلع اجرك وثوابك، ثم رد اليه الرجل امواله وهكذا فهم الغني الدرس.
العبرة من القصة: الكثير من الناس للأسف في هذه الايام أصبحوا يتفاخرون بالأعمال الصالحة مثل الحج ومساعدة الفقراء والكرم والسخاء وغيرها من الصالحات امام الناس، ويصورون هذه الامور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يعلمون ان هذا يعد فخراً وتباهياً بهذه الاعمال، فهو حفرة يضيع فيها الاجر والثواب.



Share on Google Plus

About Petroleum Marine Services

0 التعليقات:

إرسال تعليق