عثمان بن عفان رضى الله عنة وأرضاه
ثالث الخلفاء الراشدين
صفاته
كان
ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان
رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته،
وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار.
قال
الليث: قال جماعة من الناس: ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة

وكان
ليَّن العريكة، كثير الإحسان والحلم. قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ:
(أصدق أمتي حياءً عثمان)
وهو
أحد الستة الذين توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ، وقال
عن نفسه قبل قتله: "واللَّه ما زنيت في جاهلية وإسلام قط".
تبشيره بالجنة
قال:
كنت مع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق
إذ استفتح رجل فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: يا عبد اللَّه بن قيس، قم
فافتح له الباب وبشَّره بالجنة فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق
فأخبرته بما قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل وقعد، ثم أغلقت الباب
فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال: يا
عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر
بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل،
فسلم وقعد، وأغلقت الباب فجعل
النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب
فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح الباب
له وبشره بالجنة على بلوى تكون فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان
اختصاصه بكتابة الوحي

بئر رومة
اشترى
بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين. كان رسول اللَّه قد قال:
من حفر بئر رومة فله الجنة
صبره على التعذيب وهجرته إلى الحبشة
أوذي عثمان وعُذب في سبيل الله تعالى على يد عمه
الحكم بن أبي العاص بن أمية الذي أخذه فأوثقه رباطًا، وقال: أترغب عن ملة آبائك
إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان:
والله لا أدعه أبدًا، ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه، وكان ممن
هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والثانية، ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
عثمان
بن عفان في عهدي أبو بكر وعمر
كان شأنه شأن كثير من الصحابة المبشرين بالجنة،
حيث رفض الخليفان ان يكون لهم دور مع الجيوش لحاجتهما مشورة كبار الصحابة في
المدينة ومنهم عثمان بن عفان.
كان له دور في اختيار عمر بن الخطاب خليفة لأبى
بكر الصديق عندما استشاره أبا بكر الصديق في امر تولية عمر فقال عثمان: ذلك رجل
سره أفضل من علانيته، كتب وصية ابى بكر في ذلك بنفسه.
توسعة المسجد النبوي
كان
المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مبنيً باللبن وسقفه
الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على
بنائه في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ باللبن والجريد وأعاد عمده
خشبًا، ثم غيَّره عثمان، فزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة
والفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، وجعل أبوابه على ما كانت أيام
عمر ستة أبواب.
الخلافة
لقد
كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-لخلافته فقد
أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة :(علي بن أبي طالب، عثمان بن عفان، طلحة بن عبيد الله،
الزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص، عبد الرحمن بن عوف) في مدة أقصاها ثلاثة أيام
من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على
اختيار عثمان -رضي الله عنه-وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة (23 هـ)،
فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين

مشكلتان في عهد عثمان
أولاً: أن مجلس الشورى
الذي أوصى به عمر لم يتحول إلى مؤسسة الشورى، لقد أدى مهمة واحدة وانتهى الأمر
وكان الأفضل والأفقة أن يظل الخمسة (بقية الستة) يمارسون دوراً استشارياً لمساعدة
عثمان في تولية الأمور، خاصة مع كبر عمر عثمان وكثر حجم الدولة.
ثانياً: بعض الصفات
الإيجابية الموجودة في عثمان، كالجود والكرم ودماثة الخلق والحياء الشديد،
تصلح لمؤمن مثالي يستحق الجنة، وقد توفرت في الصحابي
الجليل عثمان بن عفان الصفات القيادية التي مكنته من خوض غمار الفتوحات الإسلامية بل وتطوير
الترسانة العسكرية الإسلامية لتضم أول اسطول حربي مقاتل اثبت الشجاعة الكاملة في حرب الصواري. إن
القرابة الأموية استغلت هذه الصفات لمصلحتها ومكانتها، مقابل أجيال من الصحابة وغيرهم وجدوا أنفسهم بلا
دور مع الحاجة الماسة لأدوارهم في الدولة الشاسعة،مما أدى إلى نشوء شيء من المعارضة الرمزية تطور
فيما بعد وتفاقم، بدل مؤسسة الشورى التي كان من المفروض تأسيسها.
يؤخذ على الخليفة عثمان انه ولى الكثير من اقاربه
على الأمصار وتجاهل الصحابة الأحق.
وهذا كان السبب الأهم في مقتل عثمان.
استمرت
خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال: نَسْخ القرآن الكريم
وتوزيعه على الأمصار، توسيع المسجد الحرام، وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت
جارية بوزنها، وفرس بمائة ألف، ونخلة بألف درهم، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية.
الفتوحات
فتح
الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه-الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص،
ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان
وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطئ
الإسلامية من هجمات البيزنطيين
جمعه للقران الكريم في مصحف واحد

الفتنة
في
أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام لم
تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود
اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم
فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر
والكوفة والبصرة على الثورة، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو
المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع
بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ،
فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ
مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالإسلام
استشهاده
وفي
شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن
كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب
لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن
الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم
يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف
وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم
ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف
ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع000وكان مقتله بداية
الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا
قتل عثمان بن عفان في السنة 35 للهجرة وبشكل
شنيع. وكان سنه عند قتله اثنان وثمانون عاماً. ودفن بالبقيع. كان مقتله على يد مجموعة من الساخطين على حكمه، وكان مقتله مقدمة
لأحداث جسام في تاريخ المسلمين مثل موقعة الجمل وموقعة صفين.
رحم الله امير المؤمنين سيدنا
عثمان بن عفان ذوي النورين وهو من ضحى بمالة وحياته في سبيل الله فاستحق ان يكون
من العشرة المبشرين بالجنة علية أفضل الرحمات
0 التعليقات:
إرسال تعليق